الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: "أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!" بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعورًا، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب وهرع مسرعًا كي يساعده، وحين وصل ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلًا: "لقد سمعتُ أنّك كنت محبوسًا في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقًا؟" فقال الأسد: "أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه". ردّ الثعلب: "ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يتّسع داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ". ردّ الأسد: " لست أكذب، وسأثبت لك أنّي كنت داخل هذا القفص". دخل الأسد القفص مرةً أخرى كي يُثبت للثعلب أنّه يتّسع بداخله، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعًا وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: "إياك أن تصدق هذا الأسد مرةً أخرى".
الأسد والفأر
في يومٍ من الأيام كان ملك الغابة الأسد نائمًا، فصعد فأرٌ صغير على ظهره وبدأ باللعب،
شعر الأسد بالانزعاج من الحركة على ظهره واستيقظ غاضبًا، فأمسك بالفأر، وقرر أن يأكله مباشرةً، خاف الفأر كثيرًا وبدأ بالاعتذار من الأسد عن إزعاجه، ورجاه أن يحرره وأن لا يأكله، ثمّ وعده بأن ينقذه يومًا إن حرره، ضحك الأسد بسخرية، فكيف لفأرٍ صغيرٍ أن يساعد أسدًا قويًا، ولكنّه قرر تركه. بعد مرور بضعة أيام جاءت مجموعةٌ من الصيادين، وأمسكوا بالأسد، وأحكموا وثاقه بالحبال حتى يحضروا قفصًا لوضعه فيه، فرأى الفأرُ الأسدَ على هذه الحال وتذكر وعده له، فاقترب منه وبدأ بقضم الحبال حتى قطّعها، واستطاع الأسد الهرب والابتعاد عن الصيادين، نظر الفأر للأسد وقال له: "ألم أخبرك أنّي سأنقذك يومًا؟" ندم الأسد على استصغاره للفأر واستهزائه به، وشكره كثيرًا على إنقاذه.
العصفور والفيل
في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار الذين لا يستطيعون الطيران